آية الأسبوع

آية الأسبوع:

{كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} سورة ص آية 29

حديث شريف

حديث نبوي شريف:

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده.


دعاء الأسبوع

دعاء الأسبوع:

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وذنوبنا اللهم اجعلنا من الذين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار اللهم اجعله حجتاً لنا لا علينا اللهم اجعله شافعا لنا يوم القيامة

مقتطفات من مقالات الموقع

بعد غياب دام لشهور استوجبته بعض الظروف الشخصية و حاجة للوقوف مع النفس و للتأمل في أهداف الموقع و الطموح للتجديد في محتواه، يسرني أن أعلمكم بإذن الله باستئناف نشر المقالات و الدروس الهادفة، و انطلاق سلسلة أحكام تجويد القرآن الكريم المدرجة بعنوان "و رتل القرآن ترتيلا"، نسأل الله تعالى التوفيق و السداد لما فيه خير و أن يتقبل منا و منكم صالح الأعمال و يجعلنا من أهل القرآن.

الجمعة، 17 أبريل 2015

مبادئ علم التجويد


اعلم - رحمك الله - أنه ينبغي لكل مَن سعى لدراسة علمٍ من العلوم أن يبدأ أولاً بمقدماتٍ يتعرَّف فيها على مبادئه، حتى يكونَ على وعيٍ ممَّا يتعلمه؛ فكل عاقل إذا ما دعوتَه إلى دراسة أي علم، فإنه يسألُك عن تعريف هذا العلم، فإذا ما أخبرتَه، تساءل: هل يا ترى هذا العلم له أهمية يستحقُّ أن أُنفِق بسببِها فيه الوقتَ، أو أنه من الترف العقلي الذي لا يَزِيد في الإيمان شيئًا؟! ثم لو كانت له أهميةٌ، فما هي أوجه أهميته؟ ثم يسألك: هل لهذا العلم من خصائص تميِّزه؟ وما هي؟ وأيضًا: هل هناك منهج معيَّن للتعاملِ مع مسائل هذا العلم فيدرس به أو لا؟ وما هو؟ وهكذا.. لا بد أن يتعرَّف على المبادئ التي تشغلُ الذهن، قبل الدخول في العلم الذي 
تدعوه إليه.

وقد نظم الشيخ الصبان - رحمه الله - بعض هذه المبادئ في قوله:
مبادئ علم التجويد
إنَّ مبادي كلِّ علمٍ عشرة 
الحدُّ والموضوعُ ثم الثَّمرة 
وفضلُه ونسبةٌ والواضع 
والاسمُ الاستمدادُ حكمُ الشارع 
مسائل والبعضُ بالبعضِ اكتَفَى 
ومَن درى الجميعَ حازَ الشَّرفَا






وهاك بيان ذلك:
1- الحد: في اللغة: المنع، وفي الاصطلاح - وهو ما يتَّفِق عليه أهلُ كلِّ علم في استعمال ألفاظ مخصوصة يتداولونها فيما بينهم، يعبِّرون بها عن قضايا العلم -: التعريفُ بالشيء، أو الوصف المُحِيط بموصوفه، المميِّز له عن غيره، وشرط التعريف أن يكون مطَّردًا منعكسًا؛ أي: جامعًا مانعًا، لا يخرج شيءٌ من أفراده عنه، ولا يدخل فيه شيء من غير أفراده.

والتجويد في اللغة:
مصدر جوَّد من الجودة، ضد الرداءة، وهو التحسين والتجميل، ويقال للمحسِّن في تلاوة القرآن: مجوِّدًا، وقراءته مجوَّدة.

وفي الاصطلاح:
هو العلم الذي يبحث في الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، أو هو إخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقه مستحقه من الصفات.

وحق الحرف:
صفاته اللازمة التي لا تنفك عنه؛ كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة، والاستعلاء والاستفال، والإطباق والانفتاح، والإصمات والإذلاق، والقلقلة والتفشِّي، والاستطالة والصفير، وغيرها.

ومستحقه:
صفاته العارضة التي تعرضُ له في بعض الأحوال، وتنفك عنه في البعض الآخر لسبب من الأسباب؛ كالتفخيم والترقيق، والمد والقصر، والغنَّة والإدغام، ونحو ذلك.


فحق الحرف هو صفاته اللازمة له، والتي لا تنفك عنه، فإن انفكت عنه صار لحنًا، ومستحقه هو صفاته العَرَضية الناشئة عن الصفات الذاتية؛ كالتفخيم - مثلاً - ناشئ عن الاستعلاء، وكالترقيق ناشئ عن الاستفال، وهكذا.

فالتجويد:
هو علمٌ يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقها من الصفات اللازمة التي لا تنفك عنها، ومستحقها من الصفات العارضة الناشئة عن الصفات اللازمة.

والتجويد حلية التلاوة، وزينة القراءة، فمَن يقرأ القرآن مجوَّدا مصحَّحًا كما أنزل، فإن الآذان تتمتَّع بسماعِه، وتتأثَّر به الجوارح، وتخشع لتلاوته القلوب، فاللهم ارزقنا حبَّ كتابك، وتلاوته كما يُرضِيك عنا يا رب العالمين.

2- الموضوع: جمهور العلماء على أن موضوع التجويد كلمات القرآن الكريم فقط، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وألا تخرج عمَّا قرر من أحكامه بإجماع الأمة، وقيل في الموضوع: السنَّة أيضًا، ولكنه رأي ضعيف.

3- الثمرة: صونُ اللسان عن اللحنِ في ألفاظ القرآن عند الأداء، ومن فائدته أيضًا: الفوز بسعادة الدنيا والآخرة، وهذا معنى قول ابن الجزري - رحمه الله -: "مَن يُحسِن التجويد يظفر بالرشد"، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في البخاري -: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))، وغاية علم التجويد تمكُّن القارئ من جودة القراءة وحسن الأداء، وعصمة لسانه من اللحن عند تلاوة القرآن الكريم؛ لكي ينالَ رضا ربه - تعالى - وتتحقَّق له السعادة في الدنيا والآخرة.

4- الفضل: علم التجويد من أشرفِ العلوم وأفضلها؛ لتعلُّقه بأشرف كتاب أنزله الله - تعالى - فليس أعظم من القرآن كلام الله المجيد، وفضل كلام الله - تعالى - على سائر الكلام كفضل الله - تعالى - على سائر خلقه، وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: ((خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلمه))، وقال: ((ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارَسُونه فيما بينهم، إلا حفَّتهم الملائكة، وغَشِيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده)).

وأهل القرآن هم أهل الله وخاصَّته؛ فاللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين؛ ولذلك فإن فضل علم التجويد فضل عظيم، بل إنه يعدُّ من أشرف العلوم وأفضلها؛ لكونه يتعلَّق بكلام الله - تعالى - ولأجل هذا الفضل جلس الإمام أبو عبدالرحمن السُّلَمي - مع جلالة قدرة وسَعَة علمه - أربعين عامًا يُقرِئ الناس القرآن في مسجد الكوفة.

5- النسبة: علم التجويد هو أحدُ العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم.

6- الواضع: التجويد وحي من عند الله - تعالى - لأنه صفةُ كلام الله - عز وجل - ومن الناحية العملية: الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأنه تلقَّاه مجوَّدًا من جبريل - عليه السلام - وتلقَّته الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - من النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك، وهكذا إلى أن وصلنا بالتواتر مجوَّدًا كما أنزله الله - تعالى.

وأما واضع قواعد هذا العلم الشريف، فقيل: أبو الأسود الدُّؤَلي، وقيل: أبو عُبَيد القاسم بن سلاَّم، وقيل: الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقيل: غيرهم، فيصلح أن أقول: إن واضع قواعد هذا العلم الشريف هم أئمة القرَّاء - رحمهم الله.

7- الاسم: اشتهر هذا العلم الشريف بين طلاَّبه بعلم التجويد.

8- الاستمداد: التجويد مستمدٌّ ومأخوذ من كيفية قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين والأئمة المقرئين، إلى أن وصلنا بالتواتر عن طريق مشايخنا.

9- الحكم: وهذه المسألة سأقفُ - بإذن الله - عندها وقفة أبيِّنها فيها قدر استطاعتي؛ وذلك لأن بعض طلاَّبي طلب إليَّ أن أبحث له هذه المسألة، لأجل مَن يعترضون عليه، فأسأل الله - تعالى - التجرُّد للحق، والبُعْد عن الهوى، والتوفيق إلى ما يحبه - تعالى - ويرضاه، والإخلاص في كل ذلك، إن ربي على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وهو حسبي ونعم الوكيل.

أقول: في مسألة حكم تعلُّم التجويد أحبُّ أن أفرِّق بين مستويين من التعلم، وأعني بهما التعلم النظري والتطبيق العملي، أو لأقول: التجويد العلمي والتجويد العملي.

فأما الأول - وهو: التجويد العلمي أو النظري - فالمقصود به معرفة القواعد والأحكام العلمية التي أنا بصددِ شرح بعضها في الصفحات القادمة - إن شاء الله تعالى - وهذه القواعد وتلك الأصول والأحكام التي سأشرحُها هي على رواية الإمام حفصٍ عن عاصم من طريق الشاطبية.

والناس أمام حُكم تعلم التجويد العلمي أو النظري فريقان؛ عامة الناس، وتعلمه بالنسبة لهم مندوب أو مستحب، وخاصةُ الناس، وهم الذين يتصدَّون للقراءة أو الإقراء، فتعلُّمه بالنسبة لهم واجب وجوبًا عينيًّا، حتى يكونوا قدوةً لغيرهم من العامة في تلاوة كتاب الله - تعالى - حق تلاوته، ولا بد أن يكون في كل مصر جماعةٌ يتعلَّمون التجويد ويعلِّمونه للناس، فإن لم يكن هناك جماعة يقومون بهذا الواجب أَثِموا جميعًا، ودليل ذلك قوله - تعالى -: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 122]، ودراسة علم التجويد من التفقُّه في الدين، فإذا قام بتعلمه وتعليمه جماعةٌ من خاصة الناس سقط عن عامتهم.

أما القسم الثاني - وهو التجويد العملي؛ أي: التطبيقي - فالمقصود به: تلاوة القرآن تلاوة مجوَّدة كما أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وأول مَن وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باعتبارِه مبلِّغًا عن الله - تعالى - حيث كان يُعَلِّم أصحابه القرآن، فيقرأ عليهم ويستمع لهم، كما سبق.

وأقول في حكم هذا القسم: إن تلاوة القرآن تلاوة مجوَّدة أمرٌ واجب وجوبًا عينيًّا على كل مَن يريد أن يقرأ شيئًا من القرآن من مسلم أو مسلمة، وسيأتي الدليل على ذلك فيما بعد - إن شاء الله - فهذا القسم متَّفق عليه بين العلماء أنه فرضُ عينٍ على كلِّ مسلم، فلو أن مسلمًا لا يحفظُ إلا الفاتحة وقليلاً من الآيات سواها وتلقَّاها مشافهةً بتجويدها، فإنه لا يطالب بمعرفة الأحكام، بل يَكْفِيه الأداء الصحيح الذي توصَّل إليه عن طريق المشافهة، وهذا - في نظري والله أعلم - هو الذي أدَّى إلى اختلاف البعض في حكم تعلُّم التجويد النظري، والذي أرجِّحه وأقول به - وهو ما عليه كثير من أهل العلم -: أن تعلم التجويد النظري فرض كفاية إذا قام به البعض الذي يكفي، سقط عن الباقين، وإذا لم يَقُم به أحدٌ أَثِم جميع القادرين.

ثم بعد ذلك أيضًا أقول: إذا كان الأمر كذلك، فكيف تتعلم التجويد؟!

التجويد عبارة عن قواعد وأحكام فصَّلها العلماء، ويجب على القارئ أن يعرفها ويتعلَّمها، أما التجويد العملي فهو تطبيق هذه الأحكام على حروف القرآن وكلماته، فلا يمكن أن تؤخذ من المصحف، ولا من الكتب، وإنما تؤخذ بالتلقي عن الشيوخ المتخصِّصين، وللأخذ عنهم طريقتان:
الأولى: أن يقرأ الشيخ أمام الطلاب وهم يستمعون إليه ويردِّدون خلفه.

والثانية: أن يقرأ الطلاب بين يدي الشيخ وهو يسمع ويصحِّح.

والأفضل الجمع بين الطريقتين، وإن لم يتَّسِع الوقتُ، فليقتصر على الطريقة الثانية؛ لأنها أعظم أثرًا في تقويم اللسان، وتمرينه على القراءة السليمة.

ويتم إتقان التجويد - بإذن الله - بكثرة رياضة اللسان، وكثرة تمرينه، وكثرة تكرار اللفظ المتلقَّى من فم المعلم الذي يتقن القراءة.

10- المسائل:
والمعنِيُّ بها القواعد؛ كقولنا: كل ميمٍ ساكنة يأتي بعدها باءٌ وَجَب إخفاؤها، ويسمَّى إخفاءً شفويًّا، أو الكلام في الحروف ومخارجها وصفاتها، وما إلى ذلك مما اشتمل عليه علم التجويد.




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/64844/#ixzz3XWK0M95U




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق