آية الأسبوع

آية الأسبوع:

{كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} سورة ص آية 29

حديث شريف

حديث نبوي شريف:

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده.


دعاء الأسبوع

دعاء الأسبوع:

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وذنوبنا اللهم اجعلنا من الذين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار اللهم اجعله حجتاً لنا لا علينا اللهم اجعله شافعا لنا يوم القيامة

مقتطفات من مقالات الموقع

بعد غياب دام لشهور استوجبته بعض الظروف الشخصية و حاجة للوقوف مع النفس و للتأمل في أهداف الموقع و الطموح للتجديد في محتواه، يسرني أن أعلمكم بإذن الله باستئناف نشر المقالات و الدروس الهادفة، و انطلاق سلسلة أحكام تجويد القرآن الكريم المدرجة بعنوان "و رتل القرآن ترتيلا"، نسأل الله تعالى التوفيق و السداد لما فيه خير و أن يتقبل منا و منكم صالح الأعمال و يجعلنا من أهل القرآن.

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

تبسمك في وجه أخيك صدقة


إسلام ويب

رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أعظم الناس قدرا، وأعلاهم شرفا، وأشرحهم صدرا، وكان يملك قلوب أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بوجهه البسَّام، وابتسامته المشرقة، وكلماته الطيبة، وقد قال الله تعالى عن حاله مع أصحابه: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }(آل عمران من الآية: 159)، وقال هند بن أبي هالة ـ رضي الله عنه ـ: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دائم الْبِشْرِ، سهل الخُلُق، لَيِّنَ الجانب " .
قال ابن عيينة: " البَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن " .

          أخو البِشْرِ محبوبٌ على حُسْنِ بِشْرِهِ      ولن يعدم البغضاءَ منْ كان عابسا

الابتسامة في الوجوه أسرع طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، وهي من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها، وقد فطر الله الخَلْقَ على محبة صاحب الوجه المشرق البسَّام، وكان نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر الناس تبسُّمًا، وطلاقة وجهٍ في لقاء من يلقاه، وكانت البسمة إحدى صفاته التي تحلّى بها، حتى صارت عنواناً له وعلامةً عليه، وكان لا يُفَرِّق في حُسْن لقائه وبشاشته بين الغنيّ والفقير، والأسود والأبيض، حتى الأطفال كان يبتسم في وجوههم ويُحسِن لقاءهم، يعرف ذلك كل من صاحبه وخالطه، كما قال عبد الله بن الحارث ـ رضي الله عنه ـ: ( ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
وتصف عائشة ـ رضي الله عنها ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتقول: ( كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكًا بسّامًا ) .

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

وقفة مع سورة المزمل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإن أول ما نزل من القرآن الكريم على الإطلاق سورة (اقرأ) ، التي تحث في مجمل آياتها على فضل العلم وتعلمه ، ذلك العلم الباعث على الهدى ، والمعين عليه ، وهو العلم عن الله المبلغ عن طريق رسوله عليه الصلاة والسلام ؛ أمرًا ونهيًا وتوحيدًا ، ولعبادته على الوجه الذي أمر به والاستقامة عليه.

ثم نزلت سورة المدثر (قم فأنذر) ؛ فبعد العلم تكون الدعوة إليه ونشره ، وهو محض فريضة على عباد الله ؛ فمنهم من يُعلم العلم ، ومنهم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؛ فهو ليس أمرًا اختياريًّا إن شاء العبد فعله وإن شاء تركه ؛ لقوله تعالى في سورة فصلت : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] وقوله تعالى في سورة آل عمران : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [آل عمران: 104]


والعلم والدعوة إليه متلازمان لا ينفكان ؛ فلا يفتر المؤمن عن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال رحلة حياته ، التي يستمر بها متعلمًا وعاملًا ، عابدًا وداعيًا .

ومما يطرأ على العباد بمختلف مشاربهم وتعدد مستويات علمهم ودعوتهم : نوازع النفس وحظوظها ، التي تدعوهم إلى العجب بعد ثناء الناس عليهم أو إعجابهم بأنفسهم ؛ فتجد العالم والمتعلم منهم على حد السواء منخرطًا في الدروس والمحاضرات والأنشطة والفعاليات ، وهو فضل كبير بلا شك ، إلا أن هذا الفضل قد تشوبه شوائب الرياء أو العُجب ؛ فالنية - ومحلها القلب - متقلبة ، والثبات والإخلاص مطلب عزيز ظفر به من منَّ الله عليه من صفوة عباده ، الذين راقبوا الله سرًّا وعلانية ، واجتهدوا بعد الاستعانة به عز وجل في تحقيق هذا المطلب العظيم .

الأحد، 19 أكتوبر 2014

الاهتمام بأمر المسلمين


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
فإن رابطة الدين هي أعظم وأقوى الروابط على الإطلاق، فهي أقوى من رابطة النسب التي تنفك بمجرد النفخ في الصور: { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ(101)} ( المؤمنون ).
وهي كذلك أقوى من رابطة الجوار التي تنفك بالموت ، وأقوى من رابطة المصالح التي تنقطع باختلاف المصالح حتى إن الأخ قد يقتل أخاه إذا تعارضت المصالح وما خبر ابني آدم منا ببعيد.

أما رابطة الدين فإنها لا تنفك أبدا { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ( الحجرات من الآية 10).
إن هذه الرابطة لا يقطعها ما يقطع بقية الروابط فهي مستمرة حتى في يوم القيامة: { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)} (الزخرف).

وإذا دخل المؤمنون الجنة فقد أخبر الله عنهم بقوله: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)} (الحجر).
ومن حقوق هذه الرابطة الإيمانية أن يهتم المسلم بشأن إخوانه المسلمين وإن اختلفت الأوطان وتعددت اللغات وتباعدت الأجساد، هذا الاهتمام الذي يدفع العبد للعمل من أجلهم ، لنفعهم لنصرتهم ، لنجدتهم ، لرفع الضيم والظلم عنهم.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
ويقول صلى الله عليه وسلم: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ".

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

أعمال تثقل الميزان


إسلام ويب


كم تشدّنا مشاهد يوم القيامة، بأهوالها العظيمة، وأحوالها المخيفة، وبعيداً عن أحداثها من حيث أنها تخالف المعهود للبشر من حال الحياة الدنيا، فإن أهمَّ المهمِّ الذي يُشغل بال كلّ من وقف في عَرَصَاتها وعاين أخبارها حينئذٍ، الجواب عن سؤالٍ عظيم : "هل أنا من الفائزين؟ أم من المُبْعدين؟".

ولا شك أن ملامح الإجابة ستتكشّف عند الميزان الذي ستوزن به أعمال العباد، فمتى ثَقُلت كفّة الحسنات كُتبت لصاحبها السعادةُ والنجاة، وإذا كان الرُجْحان لكفّة السيّئات، فيا ويل صاحبها من الخزي المهين، والعذاب الأليم، إن لم يمنّ الله عليه بعفوه وغفرانه.

وإذا كانت الأعمال الصالحة التي تحصل بها النجاة يوم القيامة، تتفاضل في وزنها عند الله، فإن ذوي الألباب الكاملة، والعقول الراجحة سيبحثون عن أهم الأعمال التي تُثقل الميزان؛ ليجعلوا لها الأولويّة المطلقة والمساحة الأكبر من أعمالهم الصالحة، فيُكثروا منها، ويشتغلوا بها، لأنّ قليلها يعدلُ الكثير من غيرها، ولعلّ بعض "مثاقيل الأعمال" هي أقلُّ جهداً وأيسرُ ممارسةً من أعمالٍ هي دونها في الأجر، وأكثرُ جهداً في التطبيق.

فلذلك كان هذا الموضوع الذي سنحاول من خلاله التعرّف على أهم الأعمال ذات الوزن الأكبر، في ميزانٍ لا يثقل إلا بالحسنات والسيئات.

الأحد، 12 أكتوبر 2014

رتب حياتك

د/ خالد سعد النجار


بسم الله الرحمن الرحيم


وقف الأستاذ أمام تلاميذه ومعه بعض الوسائل التعليمية، ودون أن يتكلم بدأ الدرس بتناول عبوه زجاجيه كبيره فارغة، وأخذ يملأها بكرات الجولف، ثم سأل التلاميذ: أترون؟ .. إنها ممتلئة، أليست كذلك؟ فأجابوا: نعم، هي كذلك.
تناول وعاء صغيرا من الحصى، وسكبه داخل الزجاجة ثم رجها بشده حتى تخلل الحصى كرات الجولف وملأ الفراغات بينها ثم سألهم الأستاذ نفس السؤال؟ فكانت نفس الإجابة من التلاميذ .. تناول كيسا من الرمل وسكبه فوق محتويات الزجاجة فملأ الرمل باقي الفراغات فيها، فكرر السؤال وبالتالي تكررت نفس الإجابة .. سكب الأستاذ بعدها فنجاناً من القهوة داخل الزجاجة فضحك التلاميذ، وبعد أن هدأ الضحك شرع المعلم في الحديث قائلاً:


الآن أريدكم أن تعرفوا إن هذه الزجاجة كمثل حياة كل واحد منكم، وكرات الجولف تمثل الأشياء الضرورية في حياتك: دينك، قيمك, أخلاقك، عائلتك, أطفالك، صحتك, أصدقائك .. فلو فقدت كل شيء وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك مستقرة ثابتة.
أما الحصى فيمثل الأشياء المهمة في حياتك: وظيفتك, بيتك, سيارتك .. والرمل يمثل الأمور البسيطة والهامشية: الوزن، الرشاقة، ديكورات المنزل، وسائل الترفيه ..

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

يوم النفر الثاني (13 ذو الحجة) :ثمرة التكبير والحمد


أي العمل أفضل في أيام التشريق؟!


هل هو الصيام؟! كلا

بل الأفضل والأقرب لله في هذه الأيام: الأكل والشرب والذكر.
وهذا للحاج ولغير الحاج..
والكيِّس الفطن هو من يعرف أحب الأعمال إلى الرحمن، وأثقلها في الميزان.
أكل وشرب وذكر لله..
وقد أفاد العلماء أنه يحرم صيام أيام التشريق فرضا أو تطوعا، لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب وذكرٌ لله عز وجل. 

ثمرة التكبير!

والسنة المؤكدة هو التكبير المطلق والمقيَّد:
فالتكبير المطلق في سائر الوقت من أول العشر إلى آخر أيام التشريق.
وكان هذا فعل الصحابة..


وأما التكبير المقيد فيكون أدبار الصلوات المفروضة، ويبدأ من فجر يوم عرفة (لغير الحاج) إلى عصر آخر أيام التشريق، ويستمر إلى ثلاث وعشرين صلاة، يعني إلى رابع أيام العيد، حيث ينتهي التكبير عقب صلاة العصر من ذلك اليوم.

ثمرة التكبير!

الله أكبر الله أكبر الله أكبر..
لا إله إلا الله 
الله أكبر من كل شيء..
بيده مقاليد كل شيء
لا يُعجزه شيء..
وهو يُجير ولا يُجار عليه..
ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن..
يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء..
ويعز من يشاء ويذل من يشاء..
فلماذا تكرَّر التكبير هذه الأيام؟!
ولماذا تردد قبلها في الأذان؟
والجواب:
من عَلِم أن الله أكبر من كل شيء لم يركن إلى غيره، ولم يتوكل إلا عليه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
هو كافيه ومقوِّيه..
فلا تخف على رزق ولا أجل..
فقد حُسِم الأمر وخطَّ مصيرَك القلم!
ولا تحزن لأن الله أكبر، 
وكل قلبٍ بعد كسرٍ سوف يُجبر لأن الله أكبر..
فلا تتعلق بمخلوق على حساب الخالق..
وإياك أن تردِّد كلاما تؤمن بعكسه..
أو تنطق بكلمات تنفِّذ ضِدَّها..
بل كبِّر الله بلسانك مع تكبير قلبك..

المولى يتولى جميع أمورك، ويصرِّف سائر أمورك على وفق ما فيه مصلحتك، ولا يرضى أن يلحق بوليه الخزي والضرر، حتى إنه ليدفع عنه ويحارب (من عادى لي وليا فقد آذَنتُه بالحرب)، فكن على ثقة أن ما كتب الله هو الخير العاجل أو الآجل .. الظاهر أو الخفي .. الدنيوي والأخروي، فكيف يسوؤك بعدها ما يبتليك الله به من أقدار، وهي بوابة الخير وثمن فوزك الأكبر (ونِعم عقبى الدار)! 

ثمرة الحمد!


وهو تكبيرٌ ممتزج بحمد!
لكن لماذا الحمد؟!
لأن قضاء الله كله خيرٌ للعبد ولو رآه غير ذلك..
وخذ مثلا من إجابة الدعاء!
فالله يسأله أولياؤه وأعداؤه، فيُمِدُّ هؤلاء وهؤلاء (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك)..
وحتى أبغض خلقه وعدوه إبليس لما سأله أعطاه مسألته، ولكنها لم تكن عونا له على مرضاة الله، بل زيادةً في شقائه وبُعْدِه وعذابه، ومن هنا تعلم أن إجابة الله لسائليه ليست بالضرورة لكرامتهم عليه، بل قد يسأله العبد الحاجة فيقضيها له، وفيها هلاكه وشقاؤه، ويمنع عبده ما يرجوه ويأمله لكرامته عليه ومحبته له حماية وصيانة وحفظا مما يضره. 
وهذا ابتلاء يظن معه الجاهل أن الله لا يحبه حين يرى أنه منعه وأعطى غيره، فيسيء الظن بربِّه، ويتهمه في قدَره.

سنة مهجورة!


في الحديث:
«كان عليه الصلاة و السلام إذا أتاه الأمر يسُرُّه قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال» .
إنها التربية على الرضا..
والتنشئة على حسن الظن بالله..
وغرس بذور اليقين بحُسْن موعود الله..
فهل أثمرت كلمات هذا الحديث فيك؟!
هل غيَّرت نظرتك لأقدار الله المبهجة والمؤلمة؟!
أم أن القلب أجدب تحت شمس الغفلة وضراوة المادة، فتسربت كلمات الوحي ولم تثبت في سويداء القلب..تبدَّدت؟!

سوط موعظة!

• يا من ضاع قلبه..
هل تنادي على الضائع في غير المجامع؟!
اطلب قلبك في مواسم الخير ..
أو التحق بمجلس من مجالس الذكر ..
أو أعلنها ثورة إيمان عقب حضور جنازة أو زيارة قبر..
وإلا ..
فاستمتع بضياعك!

• إن لم تقدر على كثرة العمل فقف على باب التذلل والطلب. 
لعل الكريم يرحمك.
ويرأف بحالك ويُكرِمك.
من فاته موسم المد في العطاء فلا يفوته أجر المصاب!

• فحتام لا تصحو وقد قَرُب المدى..
وحتَّام لا ينجاب عن قلبك السُّكْر..
بل سوف تصحو حين ينكشف الغِطا ... 
وتذْكُرُ قولي حين لا ينفع الذكر!



الاثنين، 6 أكتوبر 2014

يوم النفر الأول (12 ذو الحجة) : النوايا الرابحة


درس 1): ارتد نظارتك الجديدة!

وانظر بها إلى عبادتك نظرة الطبيب الحاني لا نظرة التاجر الماهر.
وكن بعيد النظر!
وليجاوِز بصرك ما تحت قدميك وما بين يديك!
وانظر روعة الأمر الإلهي في مناسك الحج؛ والذي أعانك الله على دوائك، ودلَّك على سرعة شفائك:
(فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكراً)
الله تعالى هنا يأمرك بأمر:
إذا انتهيت من المناسك بمشقتها البدنية وتكاليفها المرهقة، فإياك أن تخلد لراحة، بل أتبعها بطاعة، وواصل سعيك، وداوِ قلبك، واشفِ صدرك وصدر قومٍ مؤمنين، وذلك حين تُلحِق الهزيمة المنكرة بشيطانك اللعين.

العبادة رحلة لا تنتهي!

في البدء: مجاهدة.
وفي وسط الطريق: إلفٌ واعتياد.
وفي النهاية: تلذذ واستمتاع .. وعدم تحمل الانقطاع (وجُعِلَتْ قرة عيني في الصلاة)..
ويظل العبد على ذلك حتى يرزقه الله بأحلى خاتمة وأروع لقاء وأحب عمل!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أحب الأعمال إلى الله: أن تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله».

درس 2) جدِّد نيتك ترفع درجتك!! 

أيام التشريق هي الأيام المعدودات التي ذكرها الله تعالى حيث قال:{ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ }، وهذا قول عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وأكثر العلماء.
وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله» .

العبد يأكل ويشرب ليتقوى على ذلك بذكر الله.
وهو ما يلفت قلبك إلى أهمية النية الصالحة.. في كل أعمالك..
والتماس الحكمة من الأحداث اليومية العادية، ومعرفة مقاصد الله في النِّعم التي أنعم بها عليك .

ومن هنا تصبح ساعات يومك كلها طاعة وعبادة لربك، وتحقق بحق وبصورة عملية قول ربك: (إن صلاتي ونُسُكي ومحياي وومماتي لله رب العالمين)، وتخرج من الازدواجية البغيضة والتعايش السلبي مع المعصية

ومن أمثلة الازدواجية المقيتة:
• تاجر مخدرات يحج كل عام!
• ظالم وآكلٌ لحقوق الناس لا يفرِّط صلاة جماعة!.
• موظف أو مسؤول مرتشي، ويحافظ على صوم الاثنين والخميس!
• شاب وفتاة على علاقة محرمة ويتعاونان على إيقاظ بعضهما لصلاة الفجر!

ولا يقولن أحدٌ أن هذا باب مفتوح لا تُغلِقْه!
لأن هذا يكون صحيحا في حالة واحدة:
أن تندم بعد كل معصية..
ومادام قلبك بعد الذنب ينطوي على ألم فهناك أمل!
وعلامة هذا الألم ابتعادك عن مصدر الألم (الذنب). 
فإن سقطت ثانية ..واصلتَ المحاولة، وبذلك تذبح يأسك وتقهر شيطانك!
وتكون العبد المُـــفَتَّن التوَّاب الذي مدحه رسول الله..

أخي..
كيف ترضى أن تكون أخا من إخوة يوسف حين قالوا وهم يفكِّرون في قتله:
(اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)
يحملون حقيبة التوبة سابقة التجهيز في يد.. 
وأخاهم يوسف الذي يريدون التخلص منه في اليد الأخرى!
لسان حال أحدهم:
لا تقلق!
امضِ إلى الذَّنب ثابت الجنان والأركان، فتوبتك مقبولةٌ في جميع الأحوال مهما تتابع العصيان!

سنة مهجورة!


عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: 
رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أُحرِّك شَفَتَيَّ، فقال:
ما تقول يا أبا أُمامة؟
قُلْتُ: أذكر الله.
قال:
«ألا أدُلك على ما هو أكثر من ذكرِك الله الليل مع النهار؟ 
تقول: 
الحمد لله عدد ما خلق الحمد لله..
الحمد لله ملء ما خلق ..
الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ..
الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ..
والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ..
والحمد لله عدد كل شيء ..
والحمد لله ملء كل شيء ..
وتسبِّح الله مثلهن..
تَعَلَّمْهُنَّ وعَلِّمْهُنَّ عَقِبَك مِنْ بَعْدِك»

سوط موعظة!

أخي..
قد تبيت في قصر وتُصبِح في قبر!
فحتى متى هذا الهجر؟!
ونقض عهودك مع ربك في ساحة الغدر!
أما آن أوان الرجوع والاستغفار؟!
والإقلاع عن الذنوب والإصرار على النار.
أما آن أن تغسل وجهك بالدموع بعد أن اسودَّ من كثرة الآثام.
وتغطيه بأردية التذلل في سجدة من سجدات القيام.
أقبِل اليوم قبل أن يفوتك قطار الرجوع ..
ولا يعود يُقبَل منك إذعان أو خضوع!
فيا حسرة عندها تملأ القلب المفجوع!















الأحد، 5 أكتوبر 2014

يوم القَرِّ: الثبات المنشود ..


يوم القَرِّ

أهمية عمل القلوب أن ذرة كبر واحدة تمنعك من دخول الجنة.
وأن إبليس طُرِد منها وخُلِّد في النار بأعمال قلوب (الحسد ثم الكبر)!
وأن أبا بكر الصديق لو وُزِن إيمانه بإيمان الأمة لرجح إيمانه، وما ذلك إلا بشيءٍ وقر في صدره..

إنها إذن الحاسمة ..
الفاصلة..
والمرجِّحة..

والقائدة:
أعمال القلوب.

وعلى رأسها:
النوايا.

نية المداومة..

أحب الأعمال أدومها وإن قل..
اسمع هذا الحديث وتأمل فيه ثم ابْنِ عليه:
«أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القَرِّ».
ويوم القَرِّ هو اليوم التالي ليوم النحر، وسُمِّي بيوم القَرِّ لأن الحجاج يقِرُّون فيه أي يقيمون، ويستجمون مما لحقهم من تعب في الأيام الثلاثة السابقة (يوم التروية: اليوم الثامن، ويوم عرفة: اليوم التاسع، ويوم النحر: اليوم العاشر من ذي الحجة).

وهو –كما نصَّ الحديث- أفضل الأيام عند الله بعد يوم النحر، وبذلك يُضاف إلى أفضل أيام الدنيا يوم جديد هو يوم القَّر، لتصبح أحد عشر يوما!
وما كانت هذه المفاجأة الربانية السارة إلا تشجيعا لك لتستمر في طاعتك وتدوم هدايتك لما بعد الأيام العشر.

ذلك أن نجاحك الحقيقي ..
في استمراريتك.
وارتقاؤك في درجات الجنة وسبقك لغيرك من الصالحين هو ..
في استمراريتك.
والتحدي الأكبر ليس في ابتداء الطاعة بل ..
في استمراريتك.
وأما عمل يوم أو يومين، فهذا يجيده كل أحد!
ولا تستقيم القلوب بمثل هذا..
ولا تتم الهداية بعمل متقطع ونَفَس قصير..
وبذلك تعلم أن للعبادة أهدافا أخرى غير زيادة الحسنات وتكثير الثوابات، بل لعل أهم أهدافها: مداواة القلب من أمراضه، وشفاؤه مما علق به من أهواء الغافلين وشبهات المرجفين وشهوات الماديين.

سنة مهجورة!

وهي تتعلق بالمداومة والاستمرارية، وهي عمل يسير لكن المداومة عليه تجعل ربحه أغلى من المال الكثير والكنز الوفير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من قرأ آية الكُرسي دُبُر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت».

سياط موعظة!

• ويحك!
كم يوما أضعته بالتسويف ..
وسهوت فيه عن تبعات التكليف ..
ويحك!
تبيع أنفس النفائس بأخس الخسائس؟!
ويحك!
أدِّب نفسك اليوم هنا قبل نوبات التأديب غدا في جهنم .
فالسعيد اليوم..
من وُعِظ فتاب واستغفر.
والشقي من أصرَّ واستكبر.
وأنت سعيدٌ لا شقي!


السبت، 4 أكتوبر 2014

10 ذو الحجة: يوم العيد



نية الفرح بطاعة الله..
Photo : ‎#أفضل_أيام_الدنيا

10 ذو الحجة: يوم العيد

نية الفرح بطاعة الله.. 
وفي الحديث الذي أخرجه أحمد وابن حبان وابن حبان:
«إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن».
هو يوم فرح بالقيام والصيام الذي فات، واستعداد لما هو آت.
شجِّع نفسك على ما سلف من الطاعة، وأقلل جرعة اللوم والعتاب اليوم على التقصير..
وتأكد أن تشجيع نفسك أكثر فاعلية وتحفيزا لزيادة نشاطها ورفع همتها من اللوم والعتاب.‎
وفي الحديث الذي أخرجه أحمد وابن حبان وابن حبان:

«إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن».
هو يوم فرح بالقيام والصيام الذي فات، واستعداد لما هو آت.
شجِّع نفسك على ما سلف من الطاعة، وأقلل جرعة اللوم والعتاب اليوم على التقصير..
وتأكد أن تشجيع نفسك أكثر فاعلية وتحفيزا لزيادة نشاطها ورفع همتها من اللوم والعتاب.

عبادة يوم النحر : 3 مستويات :

وهو اليوم العاشر، وهو أعظم الأيام بعد عرفة، وهو يوم الحج الأكبر، وهو يوم النحر، وفيه يسن خروج الجميع إلى المصلى؛ ففي صحيح البخاري عن أم عطية:
«كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نُخرِج البكر من خدرها، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خلف النَّاس، فَيُكَبِّرْنَ بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وَطُهْرَتَهُ».

1- السابق بالخيرات:

- يشهد وأولاده الذبح، وينوي بالأضحية البِرَّ والصِّلة، وتحقيق التكافل والتزاور بين المسلمين، وإطعام الطعام، وإدخال السرور على الفقراء، ومواساة الجائع، واليتيم الضائع.
- يحرص على صلة رحمه ولو قطعوه .. وبِرِّهم ولو لم يصلوه..
- يوسِّع على أهله وأرحامه .. ويُدخِل السرور عليهم، ويغدق عليهم من ماله.
- أعقل من أن يبدِّد طاعات العشر بمعاصي العيد ولهوه المحرَّم.
- يعلم أنه مقبل على أيام التشريق الثلاثة، وهي أيام أكل وشرب وذكر، فيذكر الله فيها شكرا له على النعم التي أسداها.

2- المقتصد:
يحرص على سنن العيد والذبح لكنه يغفل عن ذكر الله في هذه الأيام.

3- الظالم لنفسه:
• يعصي الله وينتهك حرماته في العيد..
• بدلا من الاحتفاء بنعمة العيد عن طريق الشكر الذي يجلب المزيد..إذا به يسلك طريق كفران النعم الذي يجلب الوعيد..
• نهاره غفلة وليلة شهوة!
• لم يكفه ضياع كنز عرفة، حتى أتبعه بتضييع حق الله الذي عرفه.
• ما كفاه تبديد أرباح أيام غاليات، حتى بادر بتبديد أعوام حياته الباقيات!

سنة مهجورة!


من أعظم مصائبك ألا ترى إلا مصائبك الدنيوية متعاميا عن مصائبك الأخروية، ولذا كان من دعاء رسولك كل مجلس :

(ولا تجعل مصيبتنا في ديننا)..
نعم والله في كل مجلس!!
فاجعلوها في دعائكم في مجالس اليوم وكل يوم.

واسمع الحديث بتمامه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قلَّما كان رسول الله ^ يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه:

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ..
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ..
ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ..
اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ..
واجعله الوارث منا ..
واجعل ثأرنا على من ظلمنا ..
وانصرنا على من عادانا ..
ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ..
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ..
ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا.

سياط موعظة:
Photo : ‎#أفضل_أيام_الدنيا

سنة مهجورة!

من أعظم مصائبك ألا ترى إلا مصائبك الدنيوية متعاميا عن مصائبك الأخروية، ولذا كان من دعاء رسولك كل مجلس : 
(ولا تجعل مصيبتنا في ديننا).. 
نعم والله في كل مجلس!! 
فاجعلوها في دعائكم في مجالس اليوم وكل يوم.
واسمع الحديث بتمامه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: 
قلَّما كان رسول الله ^ يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه:
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ..
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ..
ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ..
اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ..
واجعله الوارث منا ..
واجعل ثأرنا على من ظلمنا ..
وانصرنا على من عادانا ..
ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ..
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ..
ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا.‎

• أين لذة معاصيك؟!
وأين تعبك في صيام نهارك وقيام لياليك؟!
رحل كل ما عَمِلَت الجوارح أو نطقتَ بِفيك.
وعند الله في الانتظار:
مقعدٌ في النار ..
أو
قصرٌ في جنة الأبرار!