أبو عبد الرحمن الإدريسي-إسلام ويب
خلق الله تعالى هذا الكون العظيم، وجعل الإنسان الخليفة في الأرض، وسخّر له المخلوقات، وفضّله على كثيرٍ منهم، بأن وهب له العقل، والتفكير الواعي الحرّ، تلك المنحة التي أورتثه شوقاً أصيلا لا ينقطع إلى المعرفة، وإلى الحاجة الدائمة لإدراك محيطه، والتساؤل عن مصدره وغايته.
تلك الأسئلة الوجودية الفطرية، التي لا يوجد مجتمعٌ إلا وحاول الإجابة عنها، هذه الحاجة التي ورثناها عن أبينا آدم، حينما أنعم الله عليه بقبسٍ من العلم الرباني في الآية الكريمة:{وعلم آدم الأسماء كلها} ( البقرة: 31).
فهل حفظتَ عن أبيك هذا العلم؟ أم أنّك طمسته في أوحال الكفر والرذائل؟ هل أنت من المتفكّرين المتبصّرين؟ أم أنك استعملتَ هذه الملَكة فيما يضرّك ويهلكك؟
فكّر أيها الإنسان: فكيف لحياةٍ توجد من عدمٍ دون خالقٍ، وأنت ترى صنائع الله في نفسك ومحيطك؟ أتراك صدّقت أولياء الشيطان في زعمهم بالصدفة الخلاّقة؟ وليت شعري هل الصّدفة تستطيع تشكيل جملةٍ مفيدةٍ فضلاً عن كونٍ محكمٍ كبير؟
اضرب مفاتيح حاسوبك بشكلٍ صدفوي وانظر هل أعطتك جملةً؟ بل كلمة؟ فويحك فكّر وأبصر.
