مسابقة الحجيج وسبقهم..
إن كانوا قد انقطعوا للطواف والذكر، فأنت ستنتزع نفسك بقوة هذه الايام من وسط مشاغلك للقرآن والذكر، ولعل أجرك أعظم؛ إذ تسبح عكس تيار الغافلين؛ بينما هم يواكبون سير الطائفين والقائمين والعاكفين..
كل عبادة لي اليوم انوِ بها نية السباق، وامتثال أمر الله (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
عبادة القرآن: 3 مستويات
1- الظالم لنفسه:
لم يقرأ القرآن منذ رمضان الفائت..
عاتبه ربه، واشتكاه رسوله، وضجَّت الملائكة الحفظة لتقصيره.
هجر قراءة القرآن فاستولى حب الغناء على قلبه (حب الكتاب وحب ألحان الغنا..في قلب عبدٍ ليس يجتمعان).
صلته بالقرآن منقطعة.. هجر القراءة، ومن ثمَّ هجر العمل، فكيف يرجو بارقة أمل؟!
بخل عن المصحف بدقائق يبذل أضعافها في مشاهدة مباراة أو تصفح حسابه الشخصي على صفحة تواصل.
2- المقتصد:
قراءة بلا تدبر من أجل إنجاز القراءة فحسب.
ليس لورد القرآن عنده وقتٌ ثابت محدد..
يفتر بعد فترة لتحول قراءته إلى ما يشبه العادة..
يتألم إذا ظل بعيدا عن القرآن..
يجتهد في أن يقرأ في هذه الأيام الفاضلة جزءا من القرآن كل يوم.
3- السابق بالخيرات:
- يقرأ 3 أجزاء من القرآن يوميا..
- يجتهد أن قراءة جزء من ورده في الصلاة لأنها أعظم أجرا من قراءته خارج الصلاة (لا يجوز القراءة من المصحف في صلاة الفريضة بعكس النافلة).
- يقرأ في تدبر مع معرفة تفسير الآيات المبهمة من تفسير مختصر كالسعدي أو الجلالين.
- يقرأ ورده من القرآن في وقت ثابت، فهذا أدعى للمحافظة عليه. يقول محمد إقبال: أنا ثروتي وكنزي أن أقرأ القرآن بعد صلاة الفجر، وقد ذكر سيد قطب في الظلال أن أحسن أوقات قراءة القرآن وتدبره في الفجر، ويقول ابن الصلاح: إن من قرأ القرآن في الفجر سدده الله في حركاته وسكناته في النهار.
- اقرأ القرآن وكأنك تبحث عن رسالة ربانية بعثها الله لك، ودواء لما في قالك من أمراض، واعلم أن بمقدار تدبرك يكون فوزك بالمعنى وإنعام الله عليك بالعطية.
سنة مهجورة:
وهي متعلِّقة بقراءة القرآن في الصلاة..
روى مسلم وأحمد عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله ^ ..
«كان إذا مرَّ بآية خوف تعوَّذ، وإذا مَرَّ بآية رحمة سأل، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تنزيه الله سبَّح».
سياط موعظة:
أخى .. أما وجدت بضاعة تقامر فيها غير عمرك ؟!
بذلت أكثره فى الشهوات، وما تبقى منه تركته نهبا للغفلات..
أخى..
لا تخاطر بدمك،
ولا تضحِّ بحياتك.
حياتك أغلى من أن تبذلها فى غير فائدة.
وقتك أثمن من أن تشتري به غير الجنة!
نفسك أكرم على الله من أن تُحرِقها في جهنم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق