
يوم القَرِّ
أهمية عمل القلوب أن ذرة كبر واحدة تمنعك من دخول الجنة.
وأن إبليس طُرِد منها وخُلِّد في النار بأعمال قلوب (الحسد ثم الكبر)!
وأن أبا بكر الصديق لو وُزِن إيمانه بإيمان الأمة لرجح إيمانه، وما ذلك إلا بشيءٍ وقر في صدره..
إنها إذن الحاسمة ..
الفاصلة..
والمرجِّحة..
والقائدة:
أعمال القلوب.
وعلى رأسها:
النوايا.
نية المداومة..
أحب الأعمال أدومها وإن قل..
اسمع هذا الحديث وتأمل فيه ثم ابْنِ عليه:
«أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القَرِّ».
ويوم القَرِّ هو اليوم التالي ليوم النحر، وسُمِّي بيوم القَرِّ لأن الحجاج يقِرُّون فيه أي يقيمون، ويستجمون مما لحقهم من تعب في الأيام الثلاثة السابقة (يوم التروية: اليوم الثامن، ويوم عرفة: اليوم التاسع، ويوم النحر: اليوم العاشر من ذي الحجة).
وهو –كما نصَّ الحديث- أفضل الأيام عند الله بعد يوم النحر، وبذلك يُضاف إلى أفضل أيام الدنيا يوم جديد هو يوم القَّر، لتصبح أحد عشر يوما!
وما كانت هذه المفاجأة الربانية السارة إلا تشجيعا لك لتستمر في طاعتك وتدوم هدايتك لما بعد الأيام العشر.
ذلك أن نجاحك الحقيقي ..
في استمراريتك.
وارتقاؤك في درجات الجنة وسبقك لغيرك من الصالحين هو ..
في استمراريتك.
والتحدي الأكبر ليس في ابتداء الطاعة بل ..
في استمراريتك.
وأما عمل يوم أو يومين، فهذا يجيده كل أحد!
ولا تستقيم القلوب بمثل هذا..
ولا تتم الهداية بعمل متقطع ونَفَس قصير..
وبذلك تعلم أن للعبادة أهدافا أخرى غير زيادة الحسنات وتكثير الثوابات، بل لعل أهم أهدافها: مداواة القلب من أمراضه، وشفاؤه مما علق به من أهواء الغافلين وشبهات المرجفين وشهوات الماديين.
سنة مهجورة!
وهي تتعلق بالمداومة والاستمرارية، وهي عمل يسير لكن المداومة عليه تجعل ربحه أغلى من المال الكثير والكنز الوفير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من قرأ آية الكُرسي دُبُر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت».
سياط موعظة!
• ويحك!
كم يوما أضعته بالتسويف ..
وسهوت فيه عن تبعات التكليف ..
ويحك!
تبيع أنفس النفائس بأخس الخسائس؟!
ويحك!
أدِّب نفسك اليوم هنا قبل نوبات التأديب غدا في جهنم .
فالسعيد اليوم..
من وُعِظ فتاب واستغفر.
والشقي من أصرَّ واستكبر.
وأنت سعيدٌ لا شقي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق