نية العتق..
كان حكيم بن حزام يقف بعرفة ومعه مائة بدنة مقلدة، ومائة رقبة، فيعتق رقيقه، فيضج الناس بالبكاء والدعاء ويقولون:
ربنا.. هذا عبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك فاعتقنا.
واستبشروا بقول نبينا صلى الله عليه و سلم كما في مسند أحمد:
(من أعتق رقبةً أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار).
والكريم يقابل الكرم بالكرم، والعتق بالعتق، فكيف وهو أكرم الأكرمين! فمن تصدَّق بنية العتق، فله أن يطمع في عظيم الكرم وسابغ الجود من ربٍّ لطيف ودود.
وحكيم بن حزام هذا كان يمتلك حين أسلم دار الندوة، فباعها بمائة ألف دينار، فقال له ابن الزبير: بِعْتَ مكرمة قريش! فقال له حكيم: «ابن أخي!! ذهبت المكارم فلا كرم إلا التقوى، يا ابن أخي!! إني اشتريتها في الجاهلية بِزِقِّ خمر، ولأشترين بها دارا في الجنة..أشهِدُك أني قد جعلتها في سبيل الله.
وما أجمل ما قيل:
إن الملوك إذا شابت عبيدهم ... في رِقِّهم عتَقوهم عِتْق أبرار
وأنت يا سيِّدي أولى بذا كَرَما ... قد شِبْت في الرِّقِّ فأعتقني من النار
عبادة الإنفاق : 3مستويات:
1- الظالم لنفسه:
يبخل ويأمر أهله بالبخل..
إن أنفق فَرِياءً وسمعة.
يرجو العِوض وأجره عن صدقته ثناء ومدحا ممن تصدق عليه.
2- المقتصد:
صدقة يوم ويوم..
صدقة علنية لا خفية..
3- السابق بالخيرات أو المقربون:
• ينفق من أحب ما لديه من مال أو كسوة (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).
• يوزِّع صدقته بين العلنية بنية اقتداء الناس به، والخفية التي يبني بها صرح الإخلاص في قلبه ويرجو ثوابه.
• يكثر من عدد الصدقات كل يوم (كان بعض السلف يقدِّم مع كل صلاة صدقة، مبرِّرا ذلك أن الله أمرنا أن نقدِّم بين أيدينا صدقة إذا ناجينا الرسول، ومناجاة الله أعظم!).
• لا ينتظر مكافأة صدقته من الفقير بثناء أو مدح أو عِوَض، بل غايته: الله (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح أي المُبغِض).
سنة مهجورة:
وهي سنة التصدق عند التوبة.
أخرج البخاري ومسلم في قصة كعب بن مالك قوله:
«قلت يا رسول الله..إن من توبتي أنَّ أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله.
قال رسول الله: أمسِك عليك بعض مالك فهو خيرٌ لك».
قال ابن القيم في زاد المعاد:
(وقول كعب: يا رسول الله .. إن من توبتي أن أنخلع من مالي، دليلٌ على استحباب الصدقة عند التوبة بما قدر عليه من المال).
وقال الحافظ ابن حجر في فوائد هذه القصة:
(وفيها...واستحباب الصدقة عند التوبة).
سياط موعظة:
أخى..
ما السر في أن الديك يصيح كل فجر دون منبِّه، وأنت تنام عن صلاة الفجر ولو وضعوا حولك ألف منبِّه!
أنا أجيبك:
سماع الاغانى أصمَّ أذنك عن سماع الأذان،
والإصغاء إلى الغيبة أحكم الأقفال عليها.
فيا عجبا من طالب دواء وسر صناعته عنده.
وباحثٍ عن هداية أسبابها بين يديه.
وشاكٍ من موت قلب وهو يملك نفخ الروح فيه !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق