بسم الله الرحمن الرحيم
سورة
آل عمران
الحزب السادس الثمن الثالث
تفسير الميسر
إن الله اختار آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران, وجعلهم أفضل أهل زمانهم.
هؤلاء الأنبياء والرسل سلسلة طُهْر متواصلة في الإخلاص لله وتوحيده والعمل بوحيه. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم, وسيجازيهم على ذلك.
اذكر -أيها الرسول- ما كان من أمر مريم وأمها وابنها عيسى عليه السلام; لتردَّ بذلك على من ادعوا أُلوهية عيسى أو بنوَّته لله سبحانه, إذ قالت امرأة عمران حين حملت: يا ربِّ إني جعلت لك ما في بطني خالصا لك, لخدمة "بيت المقدس", فتقبَّل مني; إنك أنت وحدك السميع لدعائي, العليم بنيتي.
فلما تمَّ حملها ووضعت مولودها قالت: ربِّ إني وضعتها أنثى لا تصلح للخدمة في "بيت المقدس" -والله أعلم بما وضَعَتْ, وسوف يجعل الله لها شأنًا- وقالت: وليس الذكر الذي أردت للخدمة كالأنثى في ذلك; لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقْوَم بها, وإني سمَّيتها مريم, وإني حصَّنتها بك هي وذريَّتها من الشيطان المطرود من رحمتك.
فاستجاب الله دعاءها وقبل منها نَذْرها أحسن قَبول, وتولَّى ابنتها مريم بالرعاية فأنبتها نباتًا حسنًا, ويسَّر الله لها زكريا عليه السلام كافلا فأسكنها في مكان عبادته, وكان كلَّما دخل عليها هذا المكان وجد عندها رزقًا هنيئًا معدّاً قال: يا مريم من أين لكِ هذا الرزق الطيب؟ قالت: هو رزق من عند الله. إن الله -بفضله- يرزق مَن يشاء مِن خلقه بغير حساب.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق